كتب مصطفى قطب
في خطوة لافتة على الصعيد الدبلوماسي، بعث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف برسالة تهنئة إلى نظيره الأمريكي ماركو روبيو، بمناسبة احتفال الولايات المتحدة بعيد استقلالها، والذي يُصادف الرابع من يوليو كل عام، معربًا عن أمله في أن تشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن تحولًا نحو مزيد من الاستقرار والاحترام المتبادل.
ووفقًا لما نشرته وزارة الخارجية الروسية عبر بيان رسمي تناقلته وسائل إعلام من بينها موقع “روسيا اليوم”, فقد عبّر لافروف عن تقديره للشعب الأمريكي بهذه المناسبة الوطنية، مؤكدًا دعم روسيا لتطلعات الأمريكيين في الوحدة الوطنية وتحقيق “الحلم الأمريكي”.
قال لافروف في البرقية:
أتمنى منكم أن تنقلوا خالص التهاني للشعب الأمريكي بمناسبة عيد الاستقلال، والتعبير عن دعم روسيا لتطلعاتهم إلى الوحدة وتحقيق الحلم الأمريكي.
آمل أن تتوطد العلاقات بين بلدينا من خلال الجهود المشتركة، على مسار إبداعي، وأن تكتسب استقرارًا إيجابيًا وقابلية للتنبؤ، على أساس الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح الوطنية لكل من الجانبين، والتي تحددها اعتبارات التاريخ والجغرافيا والواقع الميداني”.
في ظل التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا في ملفات عديدة، من أوكرانيا إلى الأمن السيبراني، تُعد هذه الرسالة إشارة نادرة إلى رغبة روسية في فتح صفحة جديدة، ولو على المستوى الرمزي، خاصة في مناسبة وطنية تمثل رمزًا للحرية والسيادة بالنسبة للشعب الأمريكي.
وفي ختام برقيته، تمنى لافروف للشعب الأمريكي السير على “طريق السلام والازدهار”، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على المبادئ التي قامت عليها الدولة الأمريكية، ومنها حق كل فرد في الحياة، والحرية، والسعي وراء السعادة، كما ورد في إعلان الاستقلال الأمريكي عام 1776.
وتأتي هذه التهنئة في ظل وجود تباين سياسي واضح بين الجانبين، خصوصًا أن وزير الخارجية الأمريكي الحالي ماركو روبيو، المعروف بمواقفه الحادة تجاه روسيا، سبق وأدان في تصريحات له “الدور الروسي في دعم الأنظمة القمعية”، واعتبر موسكو “تهديدًا استراتيجيًا للغرب”.
رغم أن رسالة التهنئة تُعد بروتوكولية في شكلها، إلا أنها تحمل في مضمونها رسالة سياسية أعمق، قد تشير إلى استعداد روسي – ولو محدود – لخفض التوتر في العلاقات الثنائية، وخلق مساحة محتملة للتواصل البناء، خصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية المتصاعدة التي تواجه البلدين والعالم أجمع.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تلتقط واشنطن هذه الإشارة الدبلوماسية وتترجمها إلى تحرك فعلي؟ أم ستبقى التهاني مجرد كلمات مجاملة في مناسبة وطنية؟