كتب مصطفى قطب
في تحرك دبلوماسي رفيع المستوى يعكس الحرص المصري على تهدئة الأوضاع الإقليمية المتوترة، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اتصالين هاتفيين يوم الخميس 19 يونيو، مع كل من ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، وعباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تكثيف الجهود الاتصالية والدبلوماسية لاحتواء التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران.
وخلال الاتصالين، شدد الوزير عبد العاطي على أهمية وقف إطلاق النار فورًا، وضرورة استغلال كل المسارات الدبلوماسية المتاحة لتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة لا تُبقي ولا تذر، مع التأكيد على تحييد الشعوب من تداعيات هذا التصعيد الذي يتسع نطاقه يومًا بعد يوم.
كما أشار عبد العاطي إلى أهمية التوصل إلى اتفاق سياسي مستدام بشأن البرنامج النووي الإيراني، يحفظ الاستقرار الإقليمي ويجنّب الشرق الأوسط مزيدًا من الانفجارات العسكرية.
الوزير المصري حذّر من أن استمرار التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفكك شامل في منظومة الأمن الإقليمي، ويخلق واقعًا جديدًا تتعذر السيطرة عليه لاحقًا، مؤكدًا أن مصر تتابع تطورات الموقف عن كثب، وتعمل على تعبئة الجهود الدولية لتهدئة الأجواء والدفع نحو الحلول السياسية.
تأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران اندلعت فجر الجمعة 13 يونيو، إثر ضربة استباقية إسرائيلية استهدفت العاصمة الإيرانية طهران ضمن عملية أطلقت عليها تل أبيب “قوة الأسد”.
الهجوم الإسرائيلي الذي نُفذ بواسطة عشرات الطائرات المقاتلة استهدف مواقع نووية وعسكرية، ودفع الحكومة الإسرائيلية إلى فرض حالة طوارئ عامة.
في المقابل، ردّت طهران بسلسلة هجمات صاروخية متتالية، أسفرت عن مقتل 13 إسرائيليًا وإصابة 7 آخرين، فيما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية في 16 يونيو عن 224 قتيلًا وأكثر من 1000 جريح، نتيجة القصف الإسرائيلي على منشآت حيوية ومراكز أبحاث عسكرية.
تُعزز هذه التحركات الدبلوماسية من الدور المصري التاريخي كـوسيط موثوق ومؤثر في النزاعات الإقليمية، وسط إشادة دولية متزايدة بجهود القاهرة لاحتواء التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق الاستقرار عبر القنوات السياسية، بدلًا من الدخول في دوامة التصعيد المسلح.
المراقبون الدوليون يترقبون ما إذا كانت الجهود المصرية والعربية ستنجح في كبح جماح الصراع، أم أن المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر تعقيدًا ودموية.