السبت , يوليو 5 2025

طيران الاحتلال يصب نيرانه على خان يونس وجباليا ويقصف الملاجئ والمنازل

كتب مصطفى قطب

شهدت غزة ليلة دامية جديدة، حيث كثّف طيران الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، في تصعيدٍ وصفه مراقبون بـ”الأعنف” خلال الأيام الأخيرة. واستهدفت الغارات أحياء سكنية ومناطق مكتظة بالمدنيين، مخلفةً دمارًا واسعًا وسقوط جرحى، وسط حالة من الهلع بين سكان القطاع.

 

وبحسب ما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية، فقد أطلق طيران الاحتلال نيرانه بشكل كثيف على شمال ووسط مدينة خان يونس جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي مركز، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني وإشعال الحرائق في محيط المناطق المستهدفة. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية محيط بلدة جباليا شمال غزة، والتي تحوّلت خلال الساعات الماضية إلى ساحة مفتوحة لنيران الطائرات.

 

ولم تقتصر الاعتداءات على أطراف المدن، بل طالت الأحياء الداخلية كذلك، حيث استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية شقة سكنية بالقرب من شارع الجلاء وسط مدينة غزة. وفي تطور متزامن، أطلقت مسيّرة انتحارية على سطح منزل قرب مفرق الشيخ رضوان الشرقي، ما تسبب في تدمير أجزاء من المبنى دون تسجيل إصابات.

 

وفي المنطقة الغربية لمدينة غزة، تحديدًا عند قصر الميناء الذي أصبح مأوى للنازحين خلال الأشهر الماضية، أصيب ثلاثة مدنيين على الأقل في قصف مباشر، ما أثار موجة من الغضب والاستنكار بين أهالي القطاع، خاصة وأن القصف استهدف منشأة تُستخدم كملاذ آمن للنازحين.

 

وأكد مراسل قناة “القاهرة الإخبارية” من غزة، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل مضهج، أن الغارات تواصلت بشكل متتالٍ طوال الليل، مشيرًا إلى أن أصوات الانفجارات دوّت في كافة أرجاء القطاع، وسط غياب تام لأي مؤشرات على التهدئة.

 

يأتي هذا التصعيد في وقتٍ دوّت فيه صفارات الإنذار في مناطق غلاف غزة، بحسب إعلان جيش الاحتلال، الذي تحدث عن رصد إطلاق صواريخ من القطاع، الأمر الذي تستخدمه إسرائيل عادة كمبرر لشن غاراتها الانتقامية واسعة النطاق.

 

وحتى اللحظة، لم تُعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن الحصيلة النهائية لضحايا هذه الليلة، فيما أكدت الطواقم الطبية أن الأوضاع الميدانية صعبة ومعقدة، وأن الوصول إلى بعض المواقع المستهدفة يُعدّ مهمة شبه مستحيلة بسبب استمرار التحليق المكثف للطيران الحربي الإسرائيلي.

 

ويعيش قطاع غزة هذه الأيام في ظل كارثة إنسانية متصاعدة، وسط استمرار الحصار، وانهيار البنية التحتية، وندرة الخدمات الصحية، في وقتٍ يعاني فيه السكان من نقص حاد في الماء والغذاء والدواء، بينما تزداد المخاوف من موجة نزوح جديدة مع كل تصعيد عسكري جديد.

 

ختامًا، تبقى غزة صامدة رغم الجراح، وشعبها متمسكًا بحق الحياة والكرامة، في وجه آلة عسكرية لا تفرّق بين مدني ومقاتل، ولا بين بيت ومستشفى، ولا بين مدرسة وملجأ.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *